الحكمة من إيراد البخاري لحديث الأولياء تحت باب: التواضع
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا )، ولذلك تفطن الإمام البخاري رحمه الله لهذا؛ فروى الحديث تحت باب: التواضع، والمناسبة بين هذا الحديث وبين التواضع: أن أولياء الله في الغالب متواضعون، ومستترون بين الناس، فلا يؤبه لهم، والذين يحبون الألقاب العريضة، وتصدر المجالس، وأبهة الحياة الدنيا وزينتها؛ هؤلاء ليسوا بأولياء لله، فالغالب أن أولياء الله لا يحبون ذلك، فإذا ابتلوا بالظهور أو الشهرة عدّوا ذلك بلاءً يتقاضى منهم أوقاتهم، ويتقاضى منهم ذكرهم وعبادتهم؛ فهم لا يريدونه، بل يحبون أن يختفوا، فهذا أيضا ًمن الأمور المهمة.ولذلك جاء في مقدمة الحديث: ( إن يسير الرياء شرك )، فيجب على المؤمن أن يتحرز منه.